عودة ذاكرة جانفى
فى يوم من الأيام تعود ذاكرة جانفى عندما كانت فى دار الصلاه وأدى معها وعندما ترى المعبد تتذكر عندما نيشا قتلتهم هناك وتنصدم جانفى وتنظر إلى أدى وأدى لم يتذكر أى شيئ وبعدها تشتعل النار حول جانفى وأدى خائف عليها وجانفى لم تنتبه لشيئ وتنظر الى النار وتتذكر أدى وكل شيئ
اريح قلبك 💚...🌷🌷🌷🌷🌷🌹
باب فضل ضعفة المسلمين
عن حارثة بن وهب رضى الله عنه قال: سمعت رسول اله صلى الله علية وسلم يقول: ((ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو يقسم على الله لأبره, ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر )) متفق عليه
(ألا) حرف استفتاح لتنبيه السامع للكلام الآتى بعده
(أخبركم بأهل الجنة) أى بمعظمهم
(كل ضعيف) أى نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله فى الدنيا
(متضعف) يعنى أن الناس يقهرونه ويستضعفونه ويفخرون عليه لضعف حاله فى الدنيا, وقيل المراد أنه يستضعف: أى يخضع لله سبحانه ويذل له نفسه
(لو يقسم على الله لأبره) أى لأبر قسمه: أى لو حلف يمينا طمعا فى كرم الله بإبراره لأبره بحصول ذلك, ومن ذلك ما روى عن أنس بن النضير فى أخته الربيع لما كسرت بالقصاص, فقال أنس والله لا تكسر سن الربيع, فرضى أهل المرأة المجنى عليها بالأرش, فقال سن المرأة وأمرأتى بالمضارع فى فعل يقسم لاستمرار عناية الله بهم فى إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبر قسمه كل زمن ووقت وقضاء حوائجهم وتيسير مطالبهم
(ألا أخبركم بأهل النار) أى بسماتهم وأفعالهم لتجتنبوها, هم
(كل عتل) بضم العين وهو الغليظ الجافى
(جواظ) بفتح الجيم وتشديد الواو, وهو الجموع المنوع البخيل, وقيل الضخم المختال فى مشيته, وقيل القصير البطين لشرهه ونهمه فليس غرضه سوى ملء بطنه.
عن أبى سعيد الخضرى رضى الله عنه قال النبى صلى الله علية وسلم : (( احتجت الجنة والنار فقالت النار: فى الجبارون والمتكبرون, وقالت الجنة فى ضعفاء الناس ومساكينهم, فقضى الله بينهما أنك رحمتى أرحم بك من أشاء, وأنك النار عذابى أعذب بك من أشاء, ولكليكما على ملؤها)) رواه سلم.
(احتجبت الجنة والنار) أى اختصمت
(فقالت النار فى الجبارون والمتكبرون) بتشديد الياء ففى أى الذين يقهرون الغيرعلى حسب أهوائهم
(وقالت الجنة فى ضعفاء الناس) بتشديد الياء أيضا ففى أى المتواضعون منهم أو المستضعفون فيهم لفقرهم وعدو ثروتهم, وقال عمر بن الخطاب عز الدنيا بالمال, وعز الآخرة بالأعمال
(ومساكينهم) أى والمحتاجون منهم الصابرون على الضرار من غير تضجر ولا تبرم من القضاء رضا بتدبير المولى ورضاء بما قسم لهم
(فقضى الله بينهما) أى أخبر عما أراده لهم مما سبقت به إرادته قائل
(انك الجنة) فى اللغة: عبارة عن البستان من النخيل والأعناب والمراد منها هنا مقابل النار
(رحمتى) قال الطيبى: سماها رحمة لأن بها تظهر رحمة الله كما قال
(أرحم بك من أشاء) ( وانك النار عذابى أعذب بك من أشاء) ممن تعلقت الإرادة الإلهية بتعذيبهم
(ولكليكماعليها ملؤها)فمن يدخل الجنة لا يخرج منها البتة وكذا من يدخل النار من الكفرة: أما ذوو المعاصى من المؤمنين إذا دخلوها فلابد من خروجهم منها ودخولهم الجنة بالوعد الذى لا يخلف قال تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و قال النبى (( من مات وفى قلبه مثقال ذرة من إيمان دخل الجنة)) رواه مسلم.
باب في المجاهدة
عن ابي عبد الله و يقال ابو عبد الرحمن ثوبان مولى رسول الله قال سمعت رسول الله يقول : (( عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة )) - رواه مسلم و النسائي و ابن ماجه و ابي الدرداء
مناسبة الحديث
سبب رواية لحديث ان معدان ابن طلحه قال : "اتيت ثوبان فقلت : اخبرني بعمل اعمل به يدخلني الله به الجنه او قال احب الاعمال الى الله
فسكت
ثم سأله فسكت
ثم سأله الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة ))
ثم لقي معدان ابا الدرداء فسأله فقال مثل ما قال ثوبان
شرح الحديث :
نصح رسول الله ثوبان ان يكثر من السجود مخلصا لله تعالى فان في كل سجدة (في ضمن ركعة او لنحو تلاوة او شكر و الا فالتعبد بالسجدة المنفردة غير مشروع ) يسجدها فان الله يرفعه بها درجة و يحط عنه خطيئه
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي : (( الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله و النار مثل ذلك )) - رواه البخاري وأحمد
معاني الحديث :
شراك النعل : سيور النعل التي تكون في وجهه و يختل المشي بدونها
شرح الحديث :
قال ابن مالك ان المعنى ان يسيرا من الطاعة قد يكون سببا في دخول الجنة و يسيرا من المعصية قد يكون سببا في دخول النار و قال ابن بطال : في الحديث ان الطاعة موصلة الى الجنة و ان المعصية موصلة الى النار ة انهما قد يكونان في ايسر الاشياء فينبغي للمرء الا يزهد في قليل من الخير يأتيه و لا في قليل من الشر ان يتجنبه فانه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها و لا السيئة التي يسخط عليه بها
عن ابي صفوان عبد الله ابن بسر الأسلمي قال : قال رسول الله : (( خير الناس من طال عمره و حسن عمله )) - رواه الترمذي و أحمد
شرح الحديث :
ان افضل الناس من طال عمره فاكتسب في طول الايام ما يقربه الى مولاه و يوصله الى رضاه و حسن العمل الاتيان به مستوفيا للشروط و الاركان و المكملات
عن ابن عباس قال : قال رسول الله (( نعمتان مغبون فيها كثير من الناس : الصحة و الفراغ )) - رواه البخاري و الترمذي و ابن ماجه
معاني الحديث :
الغبن : الشراء بأضعاف الثمن او البيع بدون ثمن المثل
الصحة : أي في البدن
الفراغ : أي الفراغ من العوائق عن الطاعه
شرح الحديث :
قال ابن الخازن : أي ما يتنعم به الانسان و قال الطيبي : الحاله الحسنة التي يكون عليها الانسان و قيل النعمة عبارة عن المنفعة المفعوله على وجه الاحسان الى الغير. وفيه شبه الرسول المكلف بالتاجر الذي رأس ماله الصحة في بدنه و الفراغ من العوائق عن الطاعه فمن عامل الله تعالى بامتثال اوامره و ابتدر الصحة و الفراغ يربح و من لم يستثمر الصحة و الفراغ ضاع رأس ماله و لا ينفعه الندم )) - شرح الحديث
عن ابي هريره قال : قال رسول الله : (( ان الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب الي عبدي بشئ احب الي مما افترضت عليه و ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لاعيذنه )) - رواه البخاري و ابن حبان و ابو داوود و روي عن طريق عائشة و ميمونة و علي و أنس و حذيفه و معاذ ابن جبل و ابن عباس لا ينفعه الندم - شرح الحديث
معاني الحديث :
عادا : المعاداة ضد الموالاة و هو الايذاء بانكار ولايته عنادا و حسدا او عدم التأدب معه او سبه اما منازعة الولي في المحاكمة او خصومة لاستخراج الحق و كشف غامض فلا يدخل في هذا الوعيد
وليا : هو من تولى الله بالطاعة و التقوى فتولاه الله بالحفظ و النصرة و هو القريب من الله تعالى لتقربه اليه باتباع اوامره و اجتناب نواهيه
آذنته بالحرب : اعلمته بأني محارب له
يتقرب : يتحبب
النوافل : التطوعات في جميع اصناف العبادات
شرح الحديث :
يهدد الله تعالى من يؤذي اولياءه بأنه تعالى سوف يعاملهم معاملة المحارب من التجلي عليهم بمظاهر الجلال و العدل و الانتقام و هو من التهديد في الغاية القصوى لان غاية المحاربة الاهلاك (و اذا علمت ما في معاداه الولي من وعيد علمت ما في موالاته من جسيم الثواب) و افضل ما يتقرب به العبد لله الفروض كالصلاة و اداء الحقوق و بر الوالدين و نحو ذلك من الامور الواجبات و قد اضاف الله تعالى العبد له للتشريف المؤذن بالرفعه و التأهل لعلي المقامات.
و ما يزال العبد يتقرب الى الله تعالى بالتطوعات في جميع اصناف العبادات ( الظاهره كقراءة القران اذ هو من اعظم ما يتقرب به و كالذكر و كفى في شرفه قوله تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ و الباطنه كالزهد و الورع و التوكل و الرضا ) حتى يحبه الله تعالى و حب الله تعالى للعبد هو توفيقه لما يرضيه عنه و اثابته و معاملته بالاحسان و لابد من توضيح ان ادامة النوافل بعد اداء الفرائض اذ من غير اداءها لا يعتد بالنوافل فاذا احبه الله تعالى صار
( سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها ) و هي كنايه عن نصرة الله تعالى لعبده النتقرب اليه بما ذكر و تأييده و اعانته له و توليه في جميع أموره حتى كأنه تعالى نزل نفسه من عبده منزلة الالات و الجوارح أي انه تعالى هو الذي على هذه الافعال. (و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لاعيذنه) مما يخاف و هذه عادة الحبيب مع محبوبه.
تعليقات
إرسال تعليق